فهؤلاء الكتاب لم يوفروا مداد أقلامهم في كيل الثناء والمديح، وتبيان مشاعر الفرح الشديد تجاه هذه التطورات، مستدلين في ذلك على أصالة طرحهم الديني، وعلى عودة تركيا إلى الحظيرة الاسلامية بعد عقود من التغريب، مما يستتبع بالضرورة ضرورة انعكاس هذا النصر "الاسلامي" على الواقع المحلي في بقية الدول الاسلامية.
إلا أن الثابت في ما يتعلق بحزب العدالة والتنمية ،بعيدا عن أوهام الكتاب الدينيين، هو أن الحزب هو حزب علماني يؤمن بفصل الدين عن الدولة، إلا أن له مفهومه الخاص للعلمانية لا يعادي الالتزام الديني وتمظهراته على المستوى الشخصي والاجتماعي، وهو مفهوم يختلف عن العلمانية المتوحشة التي فرضت على المجتمع بقوة العسكر وكرد فعل على تجربة الأتراك مع دولة الخلافة الاسلامية.
وإذا تجاوزنا جدلا صحة الادعاءات المرسلة من قبل بعض الدينيين بأن حزب العدالة والتنمية هو حزب ديني، وأنه يتبنى استراتيجية طويلة الأمد، يمكن وصفها بالتقية السياسية، تهدف لتقويض النظام العلماني التركي "من الداخل"، فإن العديد من الأسئلة تبقى في حاجة ملحة للإجابة، أهمها يتعلق في مصداقية الخطاب الاعلامي للحركات السياسية الدينية، وهل نستطيع الوثوق بما يطرحه الدينييون حول مفاهيم حديثه تتعلق بحقوق الانسان والديمقراطية والدولة المدنية وغيرها، خصوصا إذا كانت هذه الحركات تتبنى نهجين سياسيين، أحدهما مرحلي انتقالي، وآخر دائم قد يختلف كليا مع سابقه، تماما كما هي الصورة التي يسوقها هؤلاء الكتاب الدينيين عن حزب العدالة والتنمية "الاسلامي"..!
اللافت للنظر أن هؤلاء الكتاب يستمرون في خطابهم الموحي للقارئ أنهم يتكلمون عن الشيء نفسه عندما يتكلمون عن مفردة "الاسلامي" في إشارة لتجمعات وأحزاب وتوجهات تختلف كثيرا، وتتناقض في أحايين أكثر، فهل يستوي وضع القاعدة والاخوان المسلمين و الاتجاهات السلفية بتنوعها و"حزب العدالة والتنمية" .. في سلة واحدة؟!
ولازلنا ننتظر الاجابة عن أي اسلام يتحدثون..!
تحياتي
د. سليمان الخضاري
كندا
إلا أن الثابت في ما يتعلق بحزب العدالة والتنمية ،بعيدا عن أوهام الكتاب الدينيين، هو أن الحزب هو حزب علماني يؤمن بفصل الدين عن الدولة، إلا أن له مفهومه الخاص للعلمانية لا يعادي الالتزام الديني وتمظهراته على المستوى الشخصي والاجتماعي، وهو مفهوم يختلف عن العلمانية المتوحشة التي فرضت على المجتمع بقوة العسكر وكرد فعل على تجربة الأتراك مع دولة الخلافة الاسلامية.
وإذا تجاوزنا جدلا صحة الادعاءات المرسلة من قبل بعض الدينيين بأن حزب العدالة والتنمية هو حزب ديني، وأنه يتبنى استراتيجية طويلة الأمد، يمكن وصفها بالتقية السياسية، تهدف لتقويض النظام العلماني التركي "من الداخل"، فإن العديد من الأسئلة تبقى في حاجة ملحة للإجابة، أهمها يتعلق في مصداقية الخطاب الاعلامي للحركات السياسية الدينية، وهل نستطيع الوثوق بما يطرحه الدينييون حول مفاهيم حديثه تتعلق بحقوق الانسان والديمقراطية والدولة المدنية وغيرها، خصوصا إذا كانت هذه الحركات تتبنى نهجين سياسيين، أحدهما مرحلي انتقالي، وآخر دائم قد يختلف كليا مع سابقه، تماما كما هي الصورة التي يسوقها هؤلاء الكتاب الدينيين عن حزب العدالة والتنمية "الاسلامي"..!
اللافت للنظر أن هؤلاء الكتاب يستمرون في خطابهم الموحي للقارئ أنهم يتكلمون عن الشيء نفسه عندما يتكلمون عن مفردة "الاسلامي" في إشارة لتجمعات وأحزاب وتوجهات تختلف كثيرا، وتتناقض في أحايين أكثر، فهل يستوي وضع القاعدة والاخوان المسلمين و الاتجاهات السلفية بتنوعها و"حزب العدالة والتنمية" .. في سلة واحدة؟!
ولازلنا ننتظر الاجابة عن أي اسلام يتحدثون..!
تحياتي
د. سليمان الخضاري
كندا
2 comments:
ربما هذا جزء من التفكير السائد، حين يتبع الناس كل من رفع شعار الاسلام دون النظر لمحتوى الطرح، ويعادون من لا ينادي باسم الاسلام دون النظر في المحتوى أيضا. فتراهم في نفس الوقت الذي يتبعون فيه ابن لادن وحزب الله، يمجدون بانجازات حزب العدالة والتنمية التركي (والذي وان كانت جذوره اسلامية، الا انه ما برح ينفي العمل بالنهج الاسلامي بالمفهوم الدارج، ويؤكد على تمسكه بالعلمانية)
لا أعلم كيف يكون طرح القاعدة وحزب الله كما طرح الحزب التركي تنتمي الى نفس الدين ويمجدها نفس المؤمنين مع ما بينها من تضاد واضح يصعب ان لم يستحل التوفيق بينها.
ودمتم
أتفق معك تماما عزيزي
Post a Comment